اول شهيدا فى الاسلام

أول شهيدة فى الإسلام
سمية بنت خباط ( رضى الله عنها )

كانت أَمة ل ( أبا حذيفة بن المغيرة المخزومى ) ولم يكن لها شأن إلا القيام على خدمة سيدها , فزوجها سيدها لـ ( ياسر ) _ أبو عمار _ لِما رآه منه من نبيل الخصال وكريم الفعال ونفاسة معدنه , وأنجبت له غلاماً مباركاً وهو عمار بن ياسر _ رضى الله عنه _ واكتملت الفرحة فى قلوبهم يوم أن أعتقه أبوحذيفة وحرره من العبودية ثم مات أبوحذيفة .

شمس الإسلام تشرق على أرض الجزيرة

وبعد قرون طويلة عاشتها البشرية فى ظلمات الشرك والجاهلية وإذا بشمس الإسلام تشرق على أرض الجزيرة لتُخرج الناس من ظُلمات الجاهلية إلى أنوار التوحيد والإيمان ولتنقلهم من البؤس والشقاء إلى سعادة الدنيا والآخرة .
وفى تلك الساعات يسمع عمار _ رضى الله عنه _ عن الرسالة المحمدية _ على صاحبها الصلاة والسلام _ فانفتح قلبه لنداء الإيمان وذهب إلى دار الأرقم , فما إن وصل ورأى النبى _ صلى الله عليه وسلم _ وسمع منه فما كان منه إلا أن بسط يده للحبيب _ صلى الله عليه وسلم _ وقال بقلبه ولسانه :
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _

جنة الدنيا وجنة الآخرة

وعاد عمار _ رضى الله عنه _ إلى أبويه وعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن وإذا بتلك القلوب النقية الطاهرة تنفتح وتبتهج بسماع كلام الله ويشعران بالنور يضئ أرجاء الكون من حولهما فيقول كل منهما فى لحظة واحدة :
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _

صبرٌ واحتساب

وما هى إلا ساعات معدودة حتى طار خبر إسلامهم إلى " بنى مخزوم " فاستشاطوا غضباً .. وصبوا على آل ياسر أشد عذاب
فكانوا إذا حميت الظهيرة يأخذونهم إلى بطحاء مكة ويُلبسونهم دروع الحديد ويمنعون عنهم الماء ويصهرونهم فى الشمس المحرقة ويصبون عليهم من جحيم العذاب ألواناً حتى إذا بلغ منهم الجهد مبلغاً أعادوا معهم الكَرّة فى اليوم التالى .
فما كان منهم إلا أن صبروا واحتسبوا ذلك كله عند الله .

سُمية أول من أظهرت إسلامها من النساء

عن عبدالله قال : أول من أظهر إسلامه سبعة : رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ وأبوبكر , وعمار , وأمه سُمية , وصُهيب , وبلال , والمقداد , فأما رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ فمنعه الله بعمه , وأما أبوبكر فمنعه الله بقومه , وأما سائرهم فألبسهم المشركون أدراع الحديد , وصفدوهم فى الشمس , ومافيهم أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال , فإنه هانت عليه نفسه فى الله , وهان على قومه , فأعطوه الولدان يطوفون به فى شعاب مكة وهو يقول : أحدٌ أحد .

البُشرى بالجنة

وظل المشركون يعذبون سُمية وزوجها ياسر وابنها عمار _ رضى الله عنهم _ وهم يستعذبون العذاب فى سبيل الله ..
وإذا بالحبيب محمد _ صلى الله عليه وسلم _ يمر عليهم ويقول لهم : " أبشروا آل عمار فإن موعدكم الجنة "
الله أكبر .. لقد هبّت رياح الجنة على قلوبهم فأطفأت نار العذاب فى غمضة عين .

أول شهيدة فى الإسلام

كان أبوجهل الفاسق إن سمع برجل قد أسلم له شرف ومنعة أنَّبه وخزّاه وقال : تركت دين أبيك وهو خير منك , لنُسفِّهنَّ حلمك ولنفلين رأيك ولنضعن شرفَك , وإن كان تاجراً قال : والله لنكسدن تجارتك ولنهلكن مالك , وإن كان ضعيفاً ضربه وأغرى به , لعنه الله وقبحه .
وظلت الصحابية الكريمة سُمية _ رضى الله عنها _ تتحمل العذاب وتصبر على أذى أبى جهل صبر الأبطال فلم تصبأ ولم تهن عزيمتها أو يضعف إيمانها الذى رفعها إلى مستوى الخالدات من النساء , بل الأوليات فى لائحة الصابرات .

وبدأت المحنة تتحول إلى منحة ربانية بعد أن بشرهم النبى _ صلى الله عليه وسلم _ بالجنة , فتقوم أم عمار _ رضى الله عنها _ لتكتب بدمها سطوراً من النور على جبين التاريخ لتكون أول شهيدة فى الإسلام , وذلك عندما تعرض لها الهالك أبوجهل فطعنها فى موطن عفتها فقتلها .

قال مجاهد _ رحمه الله _ أول شهيدة كانت فى أول الإسلام أُم عمار سُمية طعنها أبوجهل بحربة فى قُبلها .

وكان استشهاد سُمية _ رضى الله عنها _ فى السنة السابعة قبل الهجرة .

فياليت نساء المسلمين يتخذن من سيرة الصحابية الجليلة مثلاً يحتذينه فى التضحية والفداء والصبر والصمود .

فرضى الله عنها وأرضاها وجعل جنة الفردوس مثواها

» معا لنصرة الاسلام