دون أن يتخلوا عن حقائبهم الثقيلة وزيهم المدرسى، يغادر طلبة مدرسة مبارك الإعدادية بنين مدرستهم فى منطقة بيجام بالقليوبية فى الثانية عشرة ظهرا إلى مقلب قمامة كبير فى شارع حسن شعراوى المجاور لهم..
فى لحظة واحدة يخرج الطلبة الأكياس السوداء من حقائبهم المدرسية، وينقسمون إلى مجموعات كل منها يتولى فرز قمامة صندوق بعينه، ووضعها فى الأكياس السوداء التى بحوزتهم، وخلال ساعتين ينتهى الطلبة من مهمتهم، لتبدأ المهمة الأصعب وهى بيع نتاج الفرز.
كيلو البلاستيك الذى يجمعه الطلبة يقدره تجار القمامة بجنيهين، أما كيلو الكرتون فلا يزيد على ١٢٥ قرشا، ولا يزيد سعر الحديد والخردة على ٤ جنيهات.. مصطفى إبراهيم «١٤ عاما»، أحد هؤلاء الطلبة المستفيدين من مقلب القمامة، يقول: «معظم طلبة المدرسة بيسترزقوا من مقلب القمامة، أصل أهالينا على قد حالهم، عشان كده بنفرز القمامة ونبيعها قبل ما تيجى عربيات الزبالة وتشيلها، وهى حاجة تخفف عن أهالينا، يعنى بنجيب مصروفنا وفلوس الأكل والعصير وممكن السجاير».
مصطفى لا يخشى الإصابة بأنفلونزاً الخنازير مبررا: «عارف إن المرض مابيتنقلش عن طريق الزبالة، والحمد لله عمرى ما سلمت على أجانب ولا أعرف أجانب عشان يجيلى المرض منهم، وكمان هى الزبالة جديدة علينا، ما طول عمرها حوالينا فى كل مكان، ومتربيين وسطيها».