هناك شاب نشأ في أسرة ميسورة الحال والده ضابط شرطة وصل إلى أعلى رتبها ووالته سيدة مجتمعات مثقة جدا وله شقيق وشقيقة وهو أكبر الابناء لأبويه وهم جميعا يعيشون حياة ارستقراطية تهتم كثيرا بالشكليات والتقاليد وكل شيء بمواعيد ونظام حتى الصداقات تكون من نفس المستوى.
المهم أن هذا الشاب وجد نفسه لا يميل إلى هذه الحياة فاتجه إلى صداقة الشبان البسطاء المكافحين الذي يجعله موضع نقد من افراد اسرته الذين اتهموه بانه لا يحافظ على مستواه الاجتماعي
ولان الاب ورث عن ابيه ميراثا ضخما فلقد كانوا يعيشون حياة مترفة جدا وعندما التحق بكلية الطب كانت له سيارة فاخرة (بويك كبيرة) يذهب بها الى الكلية وكثيرا ما كان يطلب من ابيه ان يستبدلها بسيارة صغيرة لكيلا يشعر لانه يشعر بالحرج من زملائه واستاذته فكان يرفض باصرار وكان هذا الشاب يتعمد ترك سيارته بعيدة عن مبنى الكلية ..
واثناء دراسته بالكلية ارتبط عطفيا باحدى زميلاته شدته إليها ببساطتها ولمس في أعماقها حنان الدنيا فضلا عن جمالها وذكائها وكانت متفوقة وكان هو ايضا متفوقا وتعاهدا على الارتباط الابدي باذن الله .. وجاء يوم التخرج ونجحا الاثنان بتقدير عال .. وجاءت اللحظة التي ينبغي ان يحول فيها حلمه الى حقيقة وفاتح اسرته برغبته في خطبتها ودعوتها لزيارته فجاءت اليه وقد اعجبوا اسرتها بجمالها وهدوئها وذوقها في اختيار ملابسها ..
وبعد الزيارة سال اباه عن مهنة أبيها وما ان اجابه الشاب حتى افنجرت براكين الغضب من اعماقه وهب واقفا يحطم بيديه الاكواب التي امامه ويعلن باصرار ان هذا الزواج لن يتم ابدا .. فهل تدرون لماذا؟ لان والد الفتاة حلاق وهذا الشاب يفتخر بمهنة والد حبيبته ويعتز به لانه رجل شريف مكافح ادى واجبه تجاه اسرته وحقق ما لم يحققه بعض الباشوات فاهدى الى الحياة ثلاثة اطباء ومهندسا معماريا وضابطا (وهم اخوان الفتاة) رغم انه لم ينل حظا كافيا من التعليم.
وانحازت امه الى جانب ابيه وانحاز معهما شقيقه وشقيقته ووجد نفسه وحده يتساءل ما ذنبه وذنب الفتاة في ان يُحرموا كل منهما من الاخر .. وهو اصبح لا يعرف للدنيا معنى الا بعد ان احبها؟ وقرر ان يدافع عن حبه وحياته وتوجه الى بيت حبيبته وقابل اباها .. واعطاه صورة صادقة عن موقف اسرته ففوجئ به يعد ان عرف بمعارضة اسرته برفضه هو ايضا زواجه من ابنته ويقسم انه لن يسمح بذلك ابدا لانه لا يرضى لنفسه ولا لاسرته ان يقال عنهم انهم قد "ضحكوا عليه" وخطفوه من اسرته وحين رأى تمسك ابنته به أعلن بكل وضوح انه سيبترأ منها لو تزوجته على غير ارادته وارادة اسرته.
ووجدا نفسيهما حائرين .. اسرته تفرض بسبب نظرة اجتماعية بالية واسرة حبيبته ترفض دفاعا عن كرامتها .. فما الحل؟
وقرر بعد تفكير طويل ان يضع حدا لهذا العذاب فاصطحب حبيبته ذات يوم ومعه صديقان الى مكتب المأذون واخرجا بطاقتيهما وطلبا من المأذون عقد زواجهما .. وحين قال له قل يا سيدي: قبلت زواجك على سنة الله ورسوله وعلى الصداق المسمى بيننا وعلى مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه .. انهمرت دموعه ودموعها ودموع صديقيه .. وخرجا من عند المأذون زوجين أمام الله والناس ليواجها قدرهما بلا سند الا الله سبحانه وتعالى ولم تتأخر المتاعب طويلا فما ان علم اباه بما حدث حتى طرده من البيت وسحب منه السيارة فخرج من البيت يحمل حقيبة ملابسه الصغيرة وفي جيبه سبعة جنيهات وهو كل ما تبقى له بعد أجر المأذون ما ان علم ابوها بما جرى حتى طردها هي ايضا فخرجت من البيت ومعها حقيبة ملابس صغيرة وأربعة جنيهات ووجدا نفسيهما في الشارع بلا مأوى ..
فماذا تتوقعون ان يحدث لهذا الشاب وتلك الفتاة بعد ان اصبح لا مأوى لهما ؟
انتظروني في الجزء الثاني والاخير من القصة لكي احكي لكم ما الذي حدث لهما وخلوا بالكم ان الجزء اللي جاي هو الاهم في القصة والاعجب كمان ... فانتظروني