ليلة الرعب في أول أيام معسكر المنتخب بأسوان حسني عبد ربه خلع قلوب الجهاز الفني الفريق تحت الحراسة المشددة في جزيرة البلح

سادت حالة من الارتياح الكبير الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني الأول لكرة
القدم واللاعبين بعد اطمئنانهم علي نجم الفريق حسني عبد ربه وان الاصابة
التي لحقت به في مباراة ناديه اهلي دبي مع الشارقة في الدوري الاماراتي
أمس الأول عبارة عن التواء خفيف في مفصل القدم وتحتاج للعلاج لمدة اسبوع
ويستطيع اللحاق بالمباراة الحاسمة مع المنتخب الجزائري يوم 14 نوفمبر
الجاري علي تذكرة التأهل لنهائيات كأس العالم.

وكانت حالة من القلق والرعب قد سادت معسكر المنتخب في اسوان بعد
الأنباء التي وصلت للجهاز الفني اثناء أول مران للفريق باستاد اسوان أمس
الأول بتعرض حسني عبدربه لإصابة خطيرة وعلي الفور بدأت الاتصالات باللاعب
للاطمئنان عليه وكان تليفونه مغلقا في المرة الأولي مما أصاب الجميع
بالرعب ولكن بعد انتهاء المران توصل إليه الدكتور احمد ماجد طبيب المنتخب
وتأكد أن الاصابة مجرد التواء خفيف وهو ما ظهر في الأشعة التي أجراها
اللاعب بعد خروجه مصابا في مباراة الأهلي والشارقة بعد 17 دقيقة فقط من
بداية المباراة واجري المعلم حسن شحاتة المدير الفني وشوقي غريب وحمادة
صدقي واحمد سليمان وبعض نجوم الفريق وفي مقدمتهم احمد حسن كابتن الفريق
ومحمد ابوتريكة اتصالات بعبدربه للاطمئنان عليه.

وفي هذا وخوفا من لعنة الاصابات حذر حسن شحاتة اللاعبين من الافراط
في الحماس في التدريبات الأمر الذي قد يعرضهم للاصابة خاصة مع اقتراب موعد
المباراة الحاسمة مع المنتخب الجزائري وقال لهم الحماس مطلوب ولكن يجب أن
يكون هناك حذر كبير في الالتحامات والكرات المشتركة وتشهد تدريبات المنتخب
منافسة شديدة بين كل اللاعبين من اجل الفوز بشرف المشاركة في مباراة
العمر.

ووصل إلي اسوان بعد ظهر امس الكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة
وحازم الهواري عضو مجلس الإدارة وعقد زاهر اجتماعا مع الجهاز الفني للوقوف
علي الاستعدادات والاطمئنان علي اللاعبين وخاصة حسني عبدربه.

إجراءات أمنية


ويؤدي المنتخب مرانه اليوم علي فترتين باستاد اسوان صباة وفي السابعة
والربع مساء وذلك استعدادا للمباراة الودية الدولية امام المنتخب التنزاني
في السابعة والنصف مساء الخميس القادم وأبدي حسن شحاتة وشوقي غريب رضاءهما
عن أرض الملعب باستاد اسوان بعد ان قام الاثنان بمعاينتها قبل بدء المران
ووجدا انها جيدة ولا تقل عن ارضية ملعب استاد البليدة التي لعب عليها
المنتخب المباراة الأولي مع الجزائر وكالعادة فإن التدريبات مغلقة لا يسمح
بدمعفن
الجماهير أو الاعلام وان كان الكابتن حسن شحاتة يفكر في فتح مران واحد من
اجل جماهير اسوان التي اعلنت عن غضبها بعدما فوجئت بغلق بوابات الاستاد
امامهم ومنعهم من الدمعفن لمشاهدة نجوم المنتخب واضطر رجال الشرطة إلي
استخدام بل وتم فرض أكثر من حاجز أمني حول وداخل الاستاد لضمان عدم دمعفن
اي شخص ويحمل رجال الأمن قائمة بالأسماء المسموح لها بالدمعفن معتمدة من
حسن شحاتة نفسه كما تم غلق جميع الفتحات في اسوار الاستاد لمنع عيون
الفضوليين من مشاهدة اللاعبين أو التدريب.

قال حسن شحاتة ان حرصه علي غلق التدريبات يأتي لسببين مهمين أولهما
الحفاظ علي درجة التركيز القصوي للاعبين وثانيهما منع تسرب اية معلومات
للجانب الجزائري الذي يحاول الوصول إلي معلومات بأية طريقة وانه من الممكن
ان تندس بعض العيون وسط الجماهير في حالة فتح الابواب وقد يحدث ما لا يحمد
عقباه في ظل الأجواء المتوترة بين جماهير البلدين.

جزيرة البلح


ولم تقتصر الاجراءات الأمنية المشددة علي التدريبات فقط ولكنها امتدت
إلي فندق موفنبيك الذي يقيم فيه المنتخب والذي تم اختيار موقعه بعناية
شديدة وسط نيل اسوان الجميل في جزيرة الفنتين والذي لا يمكن الوصول إليه
إلا باللنشات أو المعدية ولا يسمح لأحد الوصول إلي الفندق لغير النزلاء
وتوجد حراسة أمنية مشددة علي البر الشرقي ويتم التعرف علي هويات من يريد
الانتقال إلي الجزيرة والصحفيون والجماهير علي رأس قائمة ممنوع الدمعفن
وجزيرة الفنتين لا يقع بها الفندق فقط ولكن تقيم بها بعض الأسر النوبية
كما يوجد بها متحف النوبة وبعثات التنقيب عن الآثار يقول الدكتور اسامة
عبدالوارث المدير العام لمتحف النوبة والذي يعكف حاليا علي اعداد بحث عن
هذه الجزيرة ان الناس كانوا يعتقدون انها جزيرة الأفيال ولذلك اسموها
الفنتين نسبة إلي الاسم الانجليزي للفيل ولكن بعد البحث في اللهجة النوبية
وبالتحديد الدنقلية اكتشفنا ان اسمها الحقيقي جزيرة البلح لأن اسم البلح
في هذه اللهجة "فينتي" واسم الجزيرة "نارتي" أي ان الاسم الحقيقي للجزيرة
هو "فينتي نارتي" وتحيط بالجزيرة المياه من كل جانب وتقع حديقة النباتات
الاستوائية الشهيرة ناحية الغرب والتي أنشأها اللورد الانجليزي "كيتشنر"
قائد الحملة الانجليزية إلي السودان والذي كان مكلفا باكتشاف منابع النيل
أواخر القرن التاسع عشر ويحدها من الشرق مدينة اسوان ومن المقابر النبلاء
ومن الجنوب جزيرة "امبونارتي" أي جزيرة الدوم.