لا أريد أن أقلل أو أنتقص من قدر المنتخب الجزائري ونتائجه التي حققها خلال مشوار تصفيات كأس العالم الحالية، ولكن لدي شعور داخلي بأن لقاء نوفمبر المقبل سيكون علي غير العادة بالنسبة لمنتخب مصر، بل إنني أكاد أجزم بأننا سنفوز بأكثر من ثلاثة أهداف إذا سارت الأمور في مسارها الطبيعي.
منتخب مصر - لمن لا يعرف - إذا حقق تلك النتيجة في ختام مشواره، فستكون تلك هي المعادلة الصعبة بعينها، حيث يمكننا القول حينها إن منتخب مصر أعطانا كل شيء في عالم كرة القدم من إثارة وتشويق ومتعة مشاهدة .. بل و حزن في بعض الأوقات.
المعادلة هي بكل بساطة أنه سيصبح لدينا منتخب أعطى كل شيء من أجل اكتمال مشهد الإثارة مثلما يحدث في أفلام الأكشن، فيكون البطل دائما مطارداًً ومضروباً وتواجهه مصاعب جمة ولكن في النهاية وبعد مشهد مليء بالعنف ينتصر ليحقق للمشاهد ما كان ينتظره ويتمناه.
وها هو منتخب مصر القوي والبطل والذي كانت بدايته القوية في أمم 2006 والظفر بها، ثم تلاها بأمم 2008 واكتساحه لكل الوحوش الإفريقية التي وقفت في وجهه حتي نال اللقب، إلا أن المشهد الأخير والذي ينتظره المشاهد جاء في تصفيات كأس العالم ولم يستطع البطل أن يقف بقوته أمام من يحاول إبعاده.
ومع اقتراب النهاية، استيقظ المصريون في انتفاضة لم يتوقعها اشد المتفائلين، خاصة بعد البداية الضعيفة التي أوهنت القلوب المحبة لهذا الاسم –منتخب مصر الوطني - والتي تمنت أن يستعيد بعدها البطل عافيته وينتقم لاسمه وتاريخه وسطوته على الكرة الإفريقية.
وبالفعل أطاح المارد المصري بجميع من وقف ضده في البداية واستطاع أن يحقق ما لم يتوقعه أحد، وسط متابعة أكثر من 80 مليون مشاهد أخذوا يتابعون بلهفة ما ستسفر عنه استفاقة البطل.
والآن تستعد الجماهير لرؤية المشهد الأخير من تلك الأحداث التي شغلت الأعين طوال ما يقرب من العام الكامل، حيث عادت الأمور إلى سياقها الطبيعي وصارت كلمة النهاية رهينة أقدام منتخب مصر الذي نتمنى أن يعود ليلعب ولو بنصف قوته .. فهذا يكفي كي يحقق فوزاً مريحاً على الجزائر الشقيقة وهذا ليس تقليلاً من شأن الخضر بالطبع، ولكن لكل مقال مقام، أي أن الأمور يجب أن توضع في نصابها الصحيح وفي الوقت المناسب.
ولا أخفي سراً أنه حينما أعلنت قرعة التصفيات الإفريقية النهائية ووقع منتخب مصر مع الجزائر ورواندا وزامبيا، لم يكن أي من الأطراف الثلاثة يفكر في مجرد منافسة منتخب مصر على بطاقة المونديال، بل حجز بطاقة لأمم إفريقيا لا أكثر.
لذلك أقول إن منتخبنا هو من وضع نفسه في تلك المعضلة ولكن كلي ثقة في أن منتخبنا سيعود في تلك المباراة ليفوز إن شاء الله ويعيد الأمور إلى ما كانت عليه ونتلقى التهنئة شريطة أن يتحلى الجميع بضبط النفس والروح وعدم الانجراف وراء تعجل الفوز .. فهو قادم لا محالة إن شاء الله.
إنها خطوة واحدة تبقت كي يعبر منتخبنا إلى جنوب إفريقيا .. قد يراها البعض صعبة ولكن ما ألذ أن تشعر بالنجاح والفخر وأنت تتخطى اختباراً صعباً يترقبه 80 مليون مصري يحلمون ويدعون لك بالتوفيق .. من أجلك ومن أجلهم ومن أجل أن يستمر حب هذا الجيل من اللاعبين في قلوب الملايين إلى الأبد.